هجوم قطر الفاشل وعلاقته بخطة ترامب

N12

خلف الكواليس: الهجوم الفاشل في قطر قاد إلى خطة ترامب لإنهاء الحرب
 باراك رافيد

بذور الخطة

البذور الأولى لخطة إنهاء الحرب على غزة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين في البيت الأبيض زُرعت قبل ثلاثة أسابيع، عندما نفذت إسرائيل هجوماً فاشلاً في قطر لمحاولة اغتيال قادة من حركة حماس.
الهجوم وحّد القادة العرب في موجة غضب ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزاد الضغوط في إسرائيل والعالم للتوصل إلى صفقة تطلق سراح الأسرى وتنهي الحرب.

دور كوشنر وويتكوف

مستشارا ترامب، ستيف وويتكوف وجاريد كوشنر، اعتبرا الهجوم في البداية خطأً خطيراً، لكنهما سرعان ما رأيا فيه فرصة لإنهاء الحرب، وفق أربعة مصادر مطلعة.
قال أحد مستشاري ترامب: "العرب تحدثوا بصوت واحد، حتى لو كان ذلك للصراخ على إسرائيل... وويتكوف أدرك أن ما يبدو سلبياً قد يتحول إلى فرصة إيجابية".

قبل الهجوم بيوم، اجتمع وويتكوف وكوشنر في ميامي مع رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، لمناقشة صفقة الأسرى وخطة "اليوم التالي". بعد الهجوم شعر المستشاران أن ديرمر خدعهما، لكنه ادعى لاحقاً أنه لم يعلم بالخطة إلا متأخراً.

غضب قطري وتجميد الوساطة

قطر أوقفت فوراً جهود الوساطة مع حماس وبدأت حملة إقليمية ودولية ضد إسرائيل. بعد أيام، نصح وويتكوف ديرمر بالاعتذار للقطريين كخطوة لوقف التدهور، لكن الأخير لم يتحمس.

صياغة خطة ترامب

بضوء أخضر من ترامب، شرع وويتكوف وكوشنر بإعداد خطة تنهي الأزمة مع قطر وتوسعها إلى تسوية أوسع للحرب في غزة.
دمجا بين مبادرة وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى الأميركية، وخطة "اليوم التالي" التي كان كوشنر يعمل عليها مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. النتيجة: وثيقة من 21 بنداً.

قمة نيويورك

قطر اقترحت قمة في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة تجمع ترامب مع قادة ثماني دول عربية وإسلامية. خلال الاجتماع، وُجهت انتقادات حادة لإسرائيل. عندها طلب ترامب من وويتكوف عرض خطته ذات الـ21 بنداً، التي لاقت ردود فعل إيجابية. في اليوم التالي صيغت مسودة نهائية تقريباً وتم تمريرها لإسرائيل.

التفاوض مع نتنياهو

نتنياهو اجتمع مع وويتكوف وكوشنر مرتين في نيويورك. ورغم الفجوات الكبيرة، استمرت المفاوضات طوال عطلة نهاية الأسبوع قبل لقائه بترامب.
عشية السبت، شاع أن نتنياهو سيرفض الخطة أو يطالب بتغييرات جذرية. ترامب أجرى معه مكالمة وصفها مصدر بأنها "قاسية وصريحة"، قائلاً: "إما أن تقبل أو تبقى وحيداً".

ترامب وافق على بعض تعديلات نتنياهو ورفض أخرى، خاصة المتعلقة بحساسية ائتلافه السياسي مثل ضم الأراضي أو تهجير فلسطينيي غزة. وأوضح: "لن أغير النص لحل مشاكلك الداخلية".

توازن حساس
ترامب وعد نتنياهو بدعمه الكامل ضد حماس إذا قبل بالخطة ورفضتها الحركة. وبالفعل، جرت مفاوضات مكثفة صيغت خلالها رسالة اعتذار لقطر، وهو ما اضطر نتنياهو إلى تقديمه.

لكن عندما أُرسلت الصيغة المعدلة للقادة العرب والمسلمين، أثارت تغييرات نتنياهو غضباً شديداً، خاصة بشأن شروط الانسحاب من غزة. مع ذلك قرر ترامب نشر الخطة رغم اعتراضاتهم.

ما بعد الإعلان
ترامب أعلن أنه ينتظر من حماس رداً خلال "ثلاثة أو أربعة أيام". التقديرات الأميركية والإسرائيلية تشير إلى احتمال رد إيجابي مشروط، فيما يراهن ترامب على قطر ومصر وتركيا لإقناع الحركة.
قال مسؤول أميركي: "إذا رفضت حماس، ستبقى معزولة ومنبوذة بلا دعم عربي ولا تمويل".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025