بين سفنِ الحريّة وسفنِ الصحراءِ العربيّة

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

شارفت سفنُ أسطولِ الصمود على الوصول إلى شاطئِ غزّة، لولا القراصنة، ولكنّ الرسالة وصلت على أبلغِ ما يكون.

حملتهم السفن، وحملهم البحر، وحملتهم البشريّة الحرّة في قلبها، وقبل هذا وذاك توّجتهم قلوبُ الغزّيّين ملوكا في أعماقها.

لم تتحرّك أيّةُ دولةٍ ذاتِ قوّةٍ وشجاعةٍ وحقٍّ لتشكّل لهم حمايةً من قراصنة البحر، بينما كان للقراصنة قوّةٌ وشجاعةٌ لحماية الباطل.

لقد وصلت الرسائل، وأوّلها كان عن تلك السفن العربيّة الصمّاء التي تمخرُ الصحراء منذ عشرات السنين، دون أن يكون لها رسالة، ولا حضورٌ حضاريّ، ولا شجاعة، ولا نخوة، ولا حميّة، ولا إرادةٌ حرّة تصنع لها شرفًا أو كرامة.

لقد وصلت الرسالة إلى شعوب هذه السفن الصحراويّة؛ لتنفُضَ عن كاهلها هذا الإرث الثقيل، وهذه البلاد المنقطعة النظير.

بين سفنِ بحرِ الحريّة وسفنِ صحراءِ العبوديّة تكمن المشكلة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025