ترامب قدّم لأردوغان "بطاقة ذهبية" – مقابل توجيه ضربة قاضية لروسيا

 Walla
السعر السياسي: 
بحسب موقع Middle East Eye، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صفقة غير مباشرة: رفع العقوبات الأمريكية عن تركيا مقابل وقف استيراد النفط الروسي.
الخطوة تأتي في سياق العقوبات المفروضة على أنقرة منذ عام 2020 بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400.

تفاصيل اللقاء

خلال اجتماع في البيت الأبيض، عبّر ترامب عن رغبته بأن تتوقف أنقرة عن شراء النفط الروسي قائلاً للصحفيين:

> "أودّ أن يتوقف عن شراء أي نفط من روسيا بينما تواصل حملتها التدميرية ضد أوكرانيا".

وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات بين واشنطن وأنقرة، ربط ترامب بشكل خاص بين واردات النفط الروسي إلى تركيا والعقوبات المفروضة عليها عام 2020 بعد صفقة الـS-400.

تركيا كانت قد تضررت من فئتين من العقوبات:

تلك المفروضة بموجب قانون ميزانية الدفاع الوطني الأمريكي (NDAA)،

وأخرى وفق قانون مواجهة خصوم أمريكا بالعقوبات (CAATSA).

وقال مسؤولون أمريكيون للأتراك إن رفع العقوبات المرتبطة بقانون NDAA سيكون أعقد من إزالة تلك المفروضة بموجب قانون CAATSA.

ما يمكن لترامب فعله

نقل التقرير عن مصدر غربي قوله إن ترامب "لا يحب صياغة قانون الـNDAA، لكنه لا يستطيع تجاوزه".
لكنه أوضح للأتراك أنه يستطيع التحرك بسرعة أكبر لإلغاء عقوبات CAATSA إذا أوقفت أنقرة شراء النفط الروسي.
هذه العقوبات طالت وكالة الصناعات الدفاعية التركية (SSB) ومنعت عنها التراخيص الأمريكية، وجمّدت أصولاً وفرضت قيوداً على التأشيرات، مما عرقل التعاون الدفاعي بين البلدين.

النفط كورقة ضغط

تركيا تسعى منذ فترة لرفع العقوبات من النظامين معاً. ووفق التقرير، قال ترامب إنه يستطيع رفعها "فوراً" إذا سارت اجتماعاته مع أردوغان بشكل جيد.
ووفق بيانات وكالة LSEG التي نقلتها رويترز، تُعد تركيا ثاني أكبر مستورد لنفط "الأورال" الروسي بعد الهند.
رغم أنها لم تنضم رسمياً إلى العقوبات الغربية على موسكو، إلا أنها تلتزم بالقوانين والقيود الدولية.
ترامب دعا علناً في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دول الناتو إلى وقف شراء الطاقة من روسيا.

مسؤول أمريكي سابق صرّح أن ترامب يستخدم المفاوضات الأمنية مع أنقرة أيضاً كورقة ضغط في ملف الطاقة، مشيراً إلى أنه لن يرفع العقوبات قبل أن "تُعالج تركيا قضية النفط الروسي".
وأضاف أنه إن توسعت المطالب الأمريكية لتشمل الغاز الطبيعي، فسيصبح تنفيذها شبه مستحيل، لأن ربع استهلاك الطاقة في تركيا يعتمد على الغاز الروسي، وتصل النسبة إلى أكثر من ذلك في قطاع الكهرباء والمنازل.
البيت الأبيض يرى أن وقف استيراد النفط الروسي سيكون أسهل على تركيا من التخلي عن الغاز.

أرقام واتفاقات جديدة

تشير التقديرات إلى أن الشركات التركية الخاصة استوردت 1.6 مليون طن من النفط في يونيو الماضي – وهو أعلى رقم منذ مايو 2024 – لكن يُعتقد أن الكمية تراجعت إلى 1.2 مليون طن في سبتمبر.
وعندما سُئل ترامب إن كان أردوغان وافق على وقف الاستيراد، أجاب:

> "لا أريد أن أقول ذلك، لكن إن أردت فهو سيفعل، نعم... لم أقل له 'توقّف'، لكني أعتقد أنه سيتوقف".

مصدر دبلوماسي قال لـMEE إن ترامب قد يرفع العقوبات خلال أشهر قليلة إذا لاحظ تقدماً حقيقياً.

الملف العسكري

في موازاة ذلك، تسعى أنقرة لشراء نحو 100 محرك لطائرات F-16 ضمن صفقة بمليارات الدولارات.
وخلال الأسبوع الماضي، وقّعت تركيا اتفاقات في مجالي الطاقة والطيران مع الولايات المتحدة بقيمة تتجاوز 60 مليار دولار، لكن أردوغان تعرض لانتقادات داخلية لعدم تحقيق نتائج فورية خلال زيارته للبيت الأبيض.
رفع عقوبات CAATSA يُعدّ أولوية لتركيا، إذ يستطيع الرئيس الأمريكي إلغاؤها بتصديق من الكونغرس إذا تأكد أن الجهات المعاقبة لم تعد تجري صفقات مهمة مع قطاع الدفاع الروسي.

ورغم أن أنقرة كانت تخطط لشراء عدة منظومات S-400، فقد اكتفت بواحدة فقط عام 2020، ولم تستكمل صفقات أخرى مع موسكو.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان صرّح في أبريل أن هناك قطع غيار بقيمة 20 مليار دولار تأمل تركيا بشرائها من الولايات المتحدة بعد رفع العقوبات.
وأشار أيضاً إلى أن طلب تركيا شراء محركات F-16 لمشروع المقاتلة الوطنية "قآن" تم تجميده في الكونغرس بسبب العقوبات، ما أدى إلى "تجميد شبه كامل لكل الصفقات العسكرية".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025