واي نت نقلا عن رويترز:
وزير خارجية الفاتيكان (الذي يشغل فعلياً منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية) وجّه اليوم (الاثنين) إدانة شديدة للهجمات الإسرائيلية في غزة، ووصفها بأنها "غير إنسانية". كما قال إنه "علينا أن نسأل أنفسنا عن مدى شرعية الاستمرار في تزويد الأسلحة التي تُستخدم ضد المدنيين".
الكاردينال بيترو بارولين، الذي يشغل منصب وزير خارجية الفاتيكان منذ عام 2013، شنّ اليوم انتقاداً لاذعاً لإسرائيل، قائلاً إنها ترتكب "مجزرة" في غزة. ويُعد هذا من أشد بيانات الإدانة التي صدرت عن الفاتيكان بشأن الحرب الإسرائيلية الجارية في القطاع، ومن النادر أن يستخدم الفاتيكان مثل هذه اللغة القاسية بالنظر إلى مكانته التي تجعله عادة يتحدث بحذر شديد ولا يهاجم الدول بشكل
وفي مقابلة أُجريت معه بمناسبة الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر، قال بارولين إن الضربات الإسرائيلية "غير إنسانية ولا يمكن الدفاع عنها"، ودعا في الوقت نفسه حركة حماس إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وأضاف: "من حق من يتعرض للهجوم أن يدافع عن نفسه، لكن حتى الدفاع المشروع يجب أن يلتزم بمبدأ التناسب". وتابع قائلاً: "الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي لتصفية عناصر حماس تتجاهل حقيقة أنها تستهدف إلى حد كبير سكاناً مدنيين لا حول لهم ولا قوة – دُفعوا إلى الحافة – في منطقة تحولت مبانيها ومنازلها إلى أنقاض".
وأكد بارولين أن "من الواضح أن المجتمع الدولي عاجز. الدول القادرة فعلاً على التأثير فشلت حتى الآن في اتخاذ خطوات لوقف هذه المجزرة المستمرة". وأضاف: "يجب أن نسأل أنفسنا عن مدى شرعية الاستمرار في تزويد الأسلحة التي تُستخدم ضد المدنيين"، من دون أن يذكر دولاً بعينها.
توتر في العلاقات بين إسرائيل. والفاتيكان
وشهدت العلاقات بين الجانبين أزمة في يوليو/تموز الماضي عقب القصف الذي طال كنيسة "العائلة المقدسة" الكاثوليكية في الجزء الشرقي من مدينة غزة، والذي أسفر عن مقتل رجل وامرأتين وإصابة آخرين. وبعد ذلك الهجوم، أصدر الفاتيكان بيان إدانة شديد، واتهم البابا إسرائيل باستخدام "قوة غير معقولة".
وقدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها اعتذاراً للبابا ليو الرابع عشر قائلاً إن "إسرائيل تأسف بشدة" على ما حدث، لكن الفاتيكان ردّ بأن "المكالمة لا تكفي لمحو الأذى الذي لحق بالكنيسة".
كما امتنعت إسرائيل عن إرسال وفد رسمي إلى جنازة البابا السابق فرنسيس، واقتصر تمثيلها على السفير لدى الفاتيكان. وفي مايو/أيار الماضي، حضر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مراسم تنصيب ليو الرابع عشر، والتقاه الشهر الماضي ووجّهه دعوة لزيارة إسرائيل.