هل تتخلّى تركيا عن F-35؟ إعلان دراماتيكي بشأن طائرة العلم

 معاريف أونلاين
 موقع “معاريف”

تتقدّم تركيا في تطوير مقاتلة الجيل الخامس “قآن/KAAN”، على أن تعمل بمحرك محلّي من طراز TF35000 دون الاعتماد على محركات أجنبية، فيما يُفترض أن تبدأ مرحلة الإنتاج الكمي بحلول عام 2028.

وبحسب صحيفة “ديلي صباح” التركية المقرّبة من الحكومة، فإن خطط تطوير المقاتلة التركية تسير كما هو مخطّط لها، ولن تعتمد على توريد محركات من دولة أجنبية واحدة، وفقًا لمسؤول كبير في منظومة المشتريات الدفاعية. جاء التقرير بعد وقت قصير من تصريح وزير الخارجية هاكان فيدان بأن أنقرة تنتظر موافقة الكونغرس الأميركي على تزويدها بمحركات أميركية مخصّصة لإنتاج طائرات “قآن” المتقدمة.

ووفق “ديلي صباح”، قال رئيس رئاسة الصناعات الدفاعية التركية (SSB) هالوق غورغون إن تركيا حصلت بالفعل على جميع المحركات اللازمة لنماذج الطائرات الأولية، وأكملت إجراءات الطلب لدى الولايات المتحدة لشراء وحدات القدرة المطلوبة للإنتاج الأولي للطائرات. وأضاف أن العمل على المحرك المحلي الرائد TF35000 المكيّف لطائرة “قآن” يتقدّم وفق الجدول الزمني: “مستقبل ‘قآن’ لا يعتمد بأي شكل على محرك من دولة أجنبية”.

ويشير التقرير إلى أن الأسبوع الماضي شهد لقاءً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث ناقشا التعاون في مجالي الأمن والتجارة. وعند عودته إلى تركيا، نوّه أردوغان بالتقدّم في المحادثات التي وضع الزعيمان على جدول أعمالها ملفّ شراء تركيا لمقاتلات F-16، ورغبتها في تجاوز العقوبات الأميركية كي تتمكّن من شراء مقاتلات F-35.

يُذكر أن مشرّعين أميركيين يسعون لحظر بيع أسلحة لتركيا، بما في ذلك مقاتلات F-35، عبر تعديلات على قانون ميزانية الدفاع لعام 2026. وتشير التعديلات إلى قضايا مثل انتهاكات المجال الجوي اليوناني، وامتلاك منظومة S-400 الروسية، واحتلال شمال قبرص، وقبل كل شيء علاقات تركيا مع حركة حماس.

أحد التعديلات سيحظر بيع F-35 لتركيا ما لم تؤكّد الإدارة الأميركية أن أنقرة لا تدعم حماس، ولا تهدّد إسرائيل عسكريًا، ولا تتعاون عسكريًا مع روسيا أو الصين أو إيران أو كوريا الشمالية. وهذه التعديلات تتعارض مع موقف إدارة ترامب التي تستخدم تركيا قناة خلفية للتواصل مع حماس. بالتوازي، أُفيد بأن تركيا تتقدّم في صفقة لشراء مقاتلات “يوروفايتر تايفون” الأوروبية بقيمة 5.6 مليارات دولار كبديل للمقاتلات الأميركية.

وبحسب التقرير، تعمل تركيا على مشروع “قآن” منذ نحو عقد. وقد كُشف عنها لأول مرة علنًا عام 2023 قبل أن تُجري أول رحلة تجريبية مطلع 2024. ومن المتوقّع أن يبدأ إنتاجها المتسلسل عام 2028. وأقرّ غورغون بوجود تأخير في بداية البرنامج، لكنه شدّد على أنّ العامين الأخيرين شهدا تقدّمًا مهمًا، وتوضيحًا للمسؤوليات، واستقرارًا للجداول الزمنية.

ستتمكّن “قآن” من خوض قتال جو-جو باستخدام ذخائر من الجيل الجديد، وتنفيذ ضربات دقيقة من حجرات أسلحة داخلية بسرعة فوق صوتية. كما ستوفّر قدرة قتالية معزّزة بدعم من الذكاء الاصطناعي وشبكات عصبية. ووفقًا لغورغون، وصلت تركيا إلى مستوى يمكنها من تلبية القدرات الحرجة المطلوبة في أنظمة البر والجو والبحر والصواريخ عبر موارد محلية ووطنية في تقنيات المحركات.

وأضاف غورغون أن تركيا تتقدّم أيضًا نحو الاستقلال في محركات النفاثات، وطوّرت مجموعة من المحركات المحلية للمركبات المدرّعة والطائرات المسيّرة والمروحيات وصواريخ كروز. وتشغّل المحركات التركية بالفعل العديد من الأنظمة القتالية، فيما تُطوَّر محركات جديدة لمقاتلات غير مأهولة: “المشاريع التي قيل إننا لن ننجح في تصنيعها باتت بالخدمة”، بحسب ما نقلته “ديلي صباح”.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025