حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي: الإمارات العربية المتحدة
بواسطة الدكتور مردخای کیدار
ترجمة حضارات
إن إلقاء نظرة بسيطة على خريطة دول الشرق الأوسط يؤدي إلى استنتاج واضح مفاده أن إقامة دولة فلسطينية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع بالنسبة لعرب يهودا والسامرة.. الحل الصحيح هو إنشاء إمارات محلية على أساس قبلي.
وتنقسم الدول العربية الآن عموما إلى نوعين: الفاشل والناجح
إن إلقاء نظرة بسيطة على خريطة دول الشرق الأوسط يؤدي إلى استنتاج واضح مفاده أن إقامة دولة فلسطينية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع بالنسبة لعرب يهودا والسامرة.. الحل الصحيح هو إنشاء إمارات محلية على أساس قبلي.
وتنقسم الدول العربية الآن عموما إلى نوعين: الفاشل والناجح
والدول العربية الفاشلة هي سوريا والعراق وليبيا ولبنان واليمن والسودان، في حين أن أنجحها هي المملكة العربية السعودية وعمان والإمارات والكويت وقطر والمغرب.
فالدول الفاشلة غير مستقرة داخلية في حين أن الدول الناجحة مستقرة.. أما بقية البلدان العربية فهي في مكان ما على تواصل بين النجاح والفشل، وبين الاستقرار والجاذبية.
السبب الأول للوضع الكئيب للدول الفاشلة هو أن هذه الدول تأسست من قبل سياسيين أسسوا أنظمة على أساس "تقدمي" نسخوا من الأيديولوجيات الغربية التي أعماها مثلا الاشتراكية والجمهورية والديمقراطية.. ومن ناحية أخرى، في البلدان الناجحة، تم بناء نظام الحكم على أساس العادات الاجتماعية والتقاليد المحلية مثل القبلية الملكية والأميرية.
والسبب الثاني للاختلاف بين هذين النوعين في هذه البلدان هو أن المجتمع في كل من الدول الفاشلة هو مائل ويتألف من مجموعات مختلفة، قبلية أو عرقية أو دينية ، وتبقى كل جماعة متمسكة بهويتها الجماعية وصفاتها وقوانينها وتقاليدها وعاداتها، وترى أن الجماعات الأخرى هي العدو.
لقد فشلت فكرة الولاء للدولة الحديثة ومؤسساتها ورموزها وقوانينها في محاولتها تحويل الولاء للجماعة التقليدية، مما أدى إلى صراعات لا يبدو عليها إلا التصارع بين الجماعات نفسها والدولة التي يعتبرونها العدو.
وقد فشل مشروع "بناء الأمة" في هذه البلدان فشلا ذريعا.. ومن ناحية أخرى، فإن مواطني كل بلد من هذه البلدان الناجحة هم مجموعة متجانسة مثل قبيلة الصباح في الكويت، آل ثاني في قطر، آل نهيان في أبو ظبي ، إلخ. لأن المجتمع الموحد مستقر بشكل دائم، وهذا الاستقرار الاجتماعي مبني على نظام حكم شرعي و عملي.
والفرق واضح أيضا في الجانب الاقتصادي، والوضع في البلدان الفاشلة يثبت أنه على الرغم من النفط فيها بكميات هائلة، مثل العراق وليبيا، فإن البلاد تفشل.
وعلى النقيض من ذلك، تتميز البلدان الناجحة بطفرات اقتصادية، على الرغم من عدم وجود أي نفط أو غاز... والاستنتاج هو أن النفط وحده لا يحقق ازدهارًا اقتصاديًا، لأن هذا ينبع من بلدان ناجحة من الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وهو الذي يأتي باقتصاد متقدم، بسبب النفط أو من خلال الأعمال والسياحة، كما هو الحال في دبي.
الوضع في السلطة الفلسطينية فاشل تماما من جميع النواحي، فالانشقاق بين القيادات الفلسطينية القديمة والسمينة، وسلطة دولة حماس منذ عام 2007، والفساد الذي يتدفق عبر عروق السلطة الفلسطينية وطغيانها وقهرها وفشلها في السلوك العام، وكل ذلك يأتي إلى استنتاج واضح مفاده أنه إذا قامت دولة فلسطينية ستكون هناك بلا شك دولة فاشلة أخرى، ستحتاج إلى عدو خارجي لتوحيد الشعب في ظل حكمها غير الشرعي، فلماذا إقامة مثل هذه الدولة؟
ومن ناحية أخرى، فإن النظام القبلي بين الجمهور العربي الذي يعيش في يهودا والسامرة - الضفة الغربية - يعيش، وله وجود ونفوذ، وفي كثير من الحالات، مثل إدارة الصراعات وتنظيم الحياة اليومية، فإن الدور الذي يلعبه جيد ومقبول.
إن خطابات شيوخ القبائل تحظى بتقدير واحترام أكبر بكثير من الجمهور من التقدير والاحترام الذي يكنه الجمهور للسلطة الفلسطينية، وهذا ما أوصلنا إلى الحل الصحيح: الحل الإماراتي القائم على الشيوخ في مدن يهودا والسامرة العربية - الضفة الغربية -
تهدف فكرة الإمارات إلى تأسيس أمیر مستقل في كل مدينة من المدن العربية في يهودا والسامرة - الضفة الغربية - ، بعد إمارة غزة التي تأسست في عام 2007. وستبقى إسرائيل في المتابعة بشكل دائم.
كل من إمارة يهودا والسامرة - الضفة الغربية - سوف تقوم على المشاحنات المحلية التي تعيش في المدينة، وشيوخ القبائل سيكونون مصدر السلطة السيادية لجميع المناطق والناطقين بشؤونها.. فإذا كانت هذه الإمارات تريد تشكيل اتحادا.. فلا مشكلة، طالما لا توجد ترابط جغرافي بينها.
والإمارات التي ستكون في مدن مرشحة هي: جنین، نابلس، طولكرم، قلقيلية، رام الله، أريحا والخليل، بالإضافة إلى غزة.. وستكون جميع الخدمات مسؤولة عن إدارة شؤونها مثل الأمن الداخلي، والاقتصاد، والبنية التحتية، والصادرات والواردات، والكهرباء، والمياه، والنقل، وما إلى ذلك، من خلال الاتفاقات الثنائية بينها وبين إسرائيل.
وستطبق إسرائيل سيادتها في المنطقة الريفية التي هي خارج مناطق الإمارات الفلسطينية وستقدم الجنسية الإسرائيلية لسكان القرى.. ومن يحصل على الجنسية الإسرائيلية يكون مواطنة للدولة مثل العرب في الجليل أو المثلث أو النقب.
وسيتم تحديد تفاصيل الأمور الإدارية المتعلقة بجميع مجالات الحياة في دولة الإمارات الفلسطينية المتحدة وفق الخبرات المتراكمة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال التشاور مع أصدقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ترجمة ومراجعة
مركز حضارات للدراسات السياسية والاقتصادية