كيف تجاوزت إيران العقوبات وحولت مئات الملايين إلى حزب الله؟
يديعوت ـ وكالات

مرّ عامٌ كاملٌ على وقف إطلاق النار في لبنان، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مساء أمس (الخميس) تقريرًا عن محاولات إيران التحايل على العقوبات المفروضة عليها، وتحويل مئات الملايين من الدولارات إلى حزب الله، عبر شركاتٍ مختلفة في دبي.

ووفقًا لمصادر مطلعة، من بينها مسؤول أمريكي رفيع المستوى، تبحث طهران عن سبلٍ جديدة لتحويل الأموال إلى وكلائها في الشرق الأوسط.

يُقال إن حزب الله بحاجة ماسة إلى المال لإعادة إعماره بعد حربه مع إسرائيل، وقد تعطلت طرق تهريبه عبر سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، وتحاول السلطات اللبنانية محاربة إعادة الإعمار هذه أيضًا من خلال إحباط تهريب الأموال عبر مطار بيروت.

وقد أجبرت القيود المفروضة على هذه الطرق إيران وحزب الله على الاعتماد بشكل متزايد على بدائل، بما في ذلك دبي في الإمارات العربية المتحدة.

لطالما استخدمت طهران هذا المسار لغسل الأموال والتهرب من العقوبات، وفقًا للمصادر. تُرسل عائدات مبيعات النفط إلى مكاتب صرافة وشركات خاصة ورجال أعمال ووسطاء مرتبطين بإيران في دبي، والذين بدورهم يُحيلونها إلى حزب الله في لبنان على أساس الأمانة.

وأوضحت المصادر أن الأموال تُودع لدى تاجر في دبي، ويدفعها تاجر آخر في لبنان، ثم يُبرم التاجران صفقة أو يُسويان الحسابات لاحقًا.

ردّ مسؤول إماراتي على التقرير، مؤكدًا التزام الدولة الخليجية بمنع استغلال أراضيها لتمويل المنظمات "الإرهابية" بشكل غير مشروع، وأنها تعمل مع شركائها الدوليين لعرقلة مثل هذه التحركات.

ولم يردّ حزب الله أو مكتب رئيس الوزراء اللبناني، وكذلك بعثة إيران لدى الأمم المتحدة.

تتمتع الإمارات العربية المتحدة بسمعة راسخة كمركز للأموال غير المشروعة، وقد أُدرجت على "القائمة الرمادية" لمجموعة العمل المالي عام 2022 لتقصيرها في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وبعد عامين رفعت الهيئة الرقابية العالمية اسم الدولة من القائمة، مؤكدةً أنها حققت "تحسينات كبيرة في الرقابة".

أشار المسؤول الأمريكي الذي تحدث لصحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن الولايات المتحدة قلقة أيضًا بشأن تهريب الأموال إلى حزب الله عبر تركيا والعراق.

ويُلزم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله قبل عام، لبنان بتأمين منافذ الدخول إلى البلاد ومنع تدفق الأسلحة إلى الميليشيات غير الحكومية، وعلى رأسها حزب الله.

اتخذ لبنان خطواتٍ تشمل حظر الرحلات الجوية المباشرة من إيران، وتكثيف إجراءات التفتيش في المطار ونقاط الدخول الأخرى إلى لبنان، وللتحايل على الضوابط الأكثر صرامة، أفادت مصادر عربية بأن إيران تُرسل عددًا أكبر من المسافرين حاملةً مبالغ مالية أو مجوهرات أقل، لا تتطلب التصريح عنها، ويمكن إخفاؤها بسهولة أكبر.

تُبرز لعبة "القط والفأر"، الهادفة إلى منع إيران من تهريب الأموال بشكل غير مباشر إلى حزب الله، التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة وإسرائيل في وقف إعادة تأهيل حزب الله، الذي يُشكل مصدرًا رئيسيًا للقوة والردع الإيرانيين في المنطقة.

ووفقًا للمصادر العربية نفسها، يمتلك حزب الله أيضًا مصادر تمويل خاصة به عبر شبكات عالمية تمتد حتى غرب أفريقيا وأمريكا.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025