المصدر: Jerusalem Post
ترجمة حضارات
رغم الاتفاق الذي كان من المفترض أن ينهي الأعمال العدائية، فإن إعادة تسليح حزب الله والضربات الإسرائيلية المستمرة تشير إلى حالة متزايدة من عدم الاستقرار على الجبهة الشمالية.
في الضاحية الجنوبية لبيروت، قطع أنصار حزب الله اللبناني الشوارع بالإطارات المشتعلة أثناء تجمعهم بالسيارات والدراجات النارية احتجاجاً على موافقة الحكومة على خطة لنزع سلاحه، وذلك في وقت مبكر من يوم 8 أغسطس 2025.
تتزايد التوترات بين "إسرائيل" وحزب الله بعد عام من وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" ولبنان، وهو الاتفاق الذي كان من المفترض أن ينهي الصراع مع الجماعة المصنفة كمنظمة إرهابية.
بدأ حزب الله صراعه مع "إسرائيل" في أكتوبر 2023 عقب هجوم حماس على "إسرائيل". وفي سبتمبر 2024، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات التصاعدية ضد قيادة حزب الله ومستودعات أسلحته، وانتهى الأمر بتوغّل بري محدود في لبنان، تكبّد خلاله حزب الله خسائر كبيرة.
منذ بدء وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، حدثت تطورات عديدة. فقد اختار لبنان رئيساً للوزراء ورئيساً جديدين، تعهدا كلاهما بنزع سلاح حزب الله، لكنهما لم يكونا مستعدين لمواجهة الجماعة فعلياً.
لم يتحديا حزب الله مباشرة، بل تحدثا بعبارات عامة عن ضرورة أن يسيطر الجيش اللبناني على السلاح داخل الدولة.
كما استخدمت الحكومة الجيش لجمع بعض الأسلحة من مجموعات فلسطينية في مخيمات اللاجئين، وهو ما لم يكن ممكناً إلا بدعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لهذه الخطوة. ومع ذلك، يبقى حزب الله الهدف الرئيسي "لإسرائيل".
في 24 نوفمبر 2025، حضر الناس جنازة المسؤول العسكري البارز في حزب الله هيثم علي طباطبائي وآخرين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية، رغم وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية قبل عام، وذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت.
يتضح أن حزب الله بات أكثر في مرمى "إسرائيل" من خلال الضربات الجوية الدقيقة شبه اليومية ضده.
كتب المتحدث الدولي للجيش الإسرائيلي، المقدم نداف شوشاني، على منصة X/Twitter يوم الخميس:
"قبل عام من اليوم دخل وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" ولبنان حيّز التنفيذ. وبموجب الاتفاق، كان من المفترض أن يقوم حزب الله بالتخلي الكامل عن سلاحه وتفكيك بنيته التحتية الإرهابية والعسكرية. لكنه لم يفعل ذلك.
بدلاً من ذلك، أمضى حزب الله العام الماضي في إعادة البناء وإعادة التسلح بدعم من النظام الإيراني. وطالما ظل حزب الله يشكل تهديداً "لإسرائيل"، سنواصل فعل كل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا."
تركّز وسائل الإعلام العربية الإقليمية على احتمال تصاعد التوترات بين "إسرائيل" وحزب الله. فخلال العام الماضي، نفذت "إسرائيل" 669 ضربة جوية في لبنان، بينما قُتل 360 مقاتلاً من حزب الله، وفقاً لموقع "العين" الإماراتي.
قال التقرير: "مع دخول وقف إطلاق النار عامه الثاني، يبدو الاتفاق الذي تعثرت خطواته أصلاً أكثر هشاشة من أي وقت مضى."
ونقل "العين" عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس قوله أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: "لم نشهد وضعاً أمنياً أفضل على الحدود الشمالية منذ 20 عاماً."
كما أفاد الموقع بأن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) رصدت أكثر من 10,000 انتهاك إسرائيلي جوي وبري داخل الأراضي اللبنانية خلال السنة الأولى من وقف إطلاق النار.
وأوضحت الأمم المتحدة أن "منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية العام الماضي، سجلت اليونيفيل أكثر من 7,500 انتهاك جوي وحوالي 2,500 انتهاك بري شمال الخط الأزرق."
الولايات المتحدة تريد أيضاً نزع سلاح حزب الله
تتعرض بيروت لضغوط من "إسرائيل" لنزع سلاح حزب الله، كما ترغب الولايات المتحدة في رؤية حزب الله منزوع السلاح. ولا يبدو واضحاً كيفية تحقيق ذلك، ولا ما هي "تعريفات" نزع السلاح: هل يتعلق الأمر فقط بالأسلحة الثقيلة، أم أيضاً بالأسلحة الفردية مثل الكلاشنيكوف؟
وقد أدانت لبنان استمرار الضربات الإسرائيلية، معتبرة أن هذا يجعل من الأصعب على بيروت تنفيذ عملية نزع السلاح بينما تتعرض لضربات مستمرة.
من المفترض أن يُزال حزب الله من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، وأن يكون الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية هي القوات المسلحة الوحيدة في البلاد، وفقاً لتقرير "العين".
"لكن بعد عام، لم يتحقق أي من هذه الأهداف، إذ ما تزال "إسرائيل" تحتل خمسة مواقع حدودية داخل لبنان وتشن غارات يومية، بما في ذلك على ضواحي بيروت وحتى منطقة البقاع."
ونقل التقرير أيضاً عن "معهد ألما" الإسرائيلي للأبحاث بيانات حول الضربات الإسرائيلية، وجاءت النسب كالآتي:
في المقابل، يزداد الدعم الإيراني لحزب الله، على الأقل على مستوى الخطاب. فقد نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية المقرّبة من حزب الله تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، الذي قال إن طهران "لن تتخلى عن دعم حزب الله"، مؤكداً أن "وحشية" العدو الإسرائيلي "أظهرت للجميع النتائج الكارثية لنزع سلاح المقاومة" في لبنان.
وأضاف ولايتي: "حزب الله كان على الدوام دعامة ودرعاً للشعب اللبناني، ووضع حداً لتجاوزات الاحتلال الصهيوني. وتشير مواقف المسؤولين اللبنانيين إلى إدراك الحكومة اللبنانية للأهمية الحقيقية لوجود حزب الله، وإدراكها أيضاً لزيف مزاعم نتنياهو."
وقال النائب اللبناني علي عمّار، عضو كتلة حزب الله في البرلمان:
"ستبقى أسلحة المقاومة ما دام هناك عدو إسرائيلي يحتل الأرض وينتهك المقدسات، وستظل هذه الأسلحة ما دام هذا العدو لم يخضع للقرارات والمواثيق الدولية، وآخرها الاتفاق المتعلق بالحرب على لبنان."