موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
قال مسؤولون أمنيون، إن عملية قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في منطقة جنين لجمع الأسلحة غير المشروعة، واعتقال المطلوبين، تواجه صعوبات كبيرة، وأضافوا أنهم غير قادرين على السيطرة على ما يحدث على الأرض، وأن الاغتراب بين السلطة الفلسطينية والسكان في منطقة جنين يزداد سوءًا.
قبل أيام، تصاعدت الأوضاع الأمنية في منطقة جنين بعد أن ضرب عناصر الأمن الفلسطيني ثلاثة شبان فلسطينيين، أحدهم محمد زبيدي نجل زكريا زبيدي القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى في منطقة جنين، والذي كان من بين الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع في سبتمبر الماضي.
ولم يتضح سبب اعتقال ومهاجمة الثلاثة من قبل عناصر الأمن الفلسطيني، لكن الحادث أثار غضبًا كبيرًا بين سكان جنين، وزاد من حدة التوتر بين القوات الأمنية والمجموعات المسلحة في المدينة، وفُسّر الاعتقال على الأرض على أنه جزء من التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وجهاز الشاباك الإسرائيلي، وحملة انتقام من زكريا زبيدي؛ بسبب هروبه من السجن الإسرائيلي.
وردًا على الحادث، هاجم مسلحون فلسطينيون مبنى المقاطعة في جنين، حيث يقع المقر الرئيسي للسلطة الفلسطينية، وبعد ساعات قليلة أُطلق سراح الثلاثة، بمن فيهم محمد زبيدي.
وبحسب مصادر في جنين، عقب التوترات في المدينة، جرت اتصالات بين محافظ المنطقة -نيابة عن السلطة الفلسطينية- أكرم الرجوب وممثلين عن الجماعات المسلحة في المدينة، التي جرى التوصل فيها إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يشمل الأقسام التالية:
وقف ظاهرة إطلاق النار على مبنى المقاطعة بمدينة جنين.
فتح تحقيق رسمي في ملابسات اعتقال وضرب محمد زبيدي.
وقف ظاهرة المطلوبين المسلحين في المدينة مقابل عدم اعتقالهم من قبل السلطة.
وقف التحريض على السلطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، فإن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه لم يستمر حتى عدة ساعات، وفي اليوم التالي، توجه محافظ جنين أكرم الرجوب إلى وسائل الإعلام الفلسطينية واتهم "قوى الظلام" (في إشارة إلى حماس) بالتحريض على إحداث صدمة في المجتمع الفلسطيني، ووصف إطلاق النار على مبنى المقاطعة في جنين بعبارة "جريمة تخدم الاحتلال"، وأدان الاعتداء على محمد زبيدي، وقال إن "كل من يخالف أوامر رجال الأمن سيعاقب".
كما وعد أكرم الرجوب بمعاقبة كل من أطلق النار على مبنى المقاطعة، وأعلن أن "السلطة الفلسطينية ستستمر في ملاحقة المجرمين ومطلقي النار في الهواء".
وردًا على تصريحات محافظ جنين، قال القيادي البارز في حماس "خالد الحاج" إن حركته ليس لها علاقة بالأحداث الأخيرة في جنين، وأن موقف المنظمة هو أن "الإضرار بالمؤسسات الفلسطينية جريمة والاعتقالات الإدارية وإهانة الناس جريمة كبرى".
يذكر أن مؤسسة الجيش الإسرائيلية تعرب عن قلقها الشديد إزاء الوضع الأمني في منطقة جنين، وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على إحلال النظام والتعامل مع ظاهرة الجماعات المسلحة والأسلحة غير القانونية.
فبعد أيام قليلة من لقاء وزير الجيش الإسرائيلي بني غانتس برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منزله في روش هاعين، كشف مسؤولون أمنيون كبار أن الجيش الإسرائيلي كان على وشك شن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين، ولكن في النهاية، لتجنب ذلك، قال رئيس الأركان أفيف كوخافي -في محادثات مغلقة- إن "إسرائيل" بدلاً من ذلك شجعت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية على دخول مدينة جنين وأنها اعتقلت العديد من النشطاء وصادرت أسلحة.
سكان جنين يسخرون من تصريحات رئيس الأركان بأن مدينة جنين أصبحت في السنوات الأخيرة "عاصمة الإرهاب" في الضفة الغربية، ويبدو أن السلطة الفلسطينية رغم مساعيها حتى الآن، غير قادرة على السيطرة على الوضع الأمني في منطقة جنين.
إن الأجواء تجاه السلطة معادية للغاية، حيث يزعم الأهالي أنها تسيء إلى أسر الأسرى الأمنيين والشهداء، بينما يتمتع أبناء كبار السن بحياة كريمة ومزايا متنوعة.
وفقًا لمسؤولين أمنيين كبار في "إسرائيل"، إذا لم تتعاف السلطة الفلسطينية في وقت قصير وتسيطر على الفوضى الأمنية في منطقة جنين، فسيتعين على الجيش الإسرائيلي القيام بالعمل بنفسه من خلال عملية عسكرية واسعة النطاق.
لا تزال السلطة الفلسطينية تفقد حكمها على الأرض، وحماس تصعد عن ظهرها وتشجع الظاهرة التي يمكن أن تمتد إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية أيضًا.