موقع نيوز "1"...يوني بن مناحيم
محاولة لإحداث تصعيد أمني في القدس
ترجمة_ حضارات
يعمل الشاباك والشرطة بنشاط في القدس الشرقية وفي القرى الفلسطينية شمال القدس في محاولة لتعقب الخلية المسؤولة عن هجومين أمس في القدس، حيث قتل في أحدهما المستوطن الإسرائيلي أرييه شيسوبك.
فوجئ المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون بالهجوم، وهو "تصعيد" في نشاط المقاومة، وهو بلا شك إخفاق استخباراتي للشاباك، والتقييم هو أنه خلية منظمة ومهرة مسؤولة عن الهجمات التي تشمل عدة أعضاء ومساعدين.
قد تكون تابعة لتنظيم داعش، أو إلى منظمة حماس أو الجبهة الشعبية، فهذه المنظمات لديها الكثير من المعرفة في زرع العبوات وتفعيلها عن بعد باستخدام جهاز الهاتف الخلوي. تم صنع العبوات الناسفة التي تم وضعها في القدس بطريقة تهدف إلى زيادة شدة الضرر اللاحق "بالمدنيين" وكانت تحتوي على كريات حديدية ومسامير.
كان الهدف من الهجمات هو إحداث عدد كبير من القتلى وإحداث الخوف، لذلك كانت موجهة ضد السكان "المدنيين" في القدس وليس ضد قوات الأمن الإسرائيلية، وليس من المستحيل أن تكون الهجمات على أساس ديني، وبسبب التوترات حول المسجد الأقصى في الحرم الشريف، من المستحيل أيضًا تجاهل توقيت الهجمات تمهيدًا لتشكيل حكومة يمينية جديدة برئاسة نتنياهو.
الخطر المباشر لعدم اعتقال أعضاء الخلية هو أنهم سيحاولون تنفيذ المزيد من الهجمات بوضع عبوات ناسفة في القدس وأن الهجمات ستصبح نموذجًا ومصدر إلهام لمنفذين آخرين.
ويقدر المسؤولون الأمنيون أنه نظرا لأهمية القدس، فإن المنظمات المختلفة ستزيد الآن من أنشطتها في القدس لمحاولة رفع القضية الفلسطينية إلى رأس جدول الأعمال الدولي بسبب موجة العمليات في مناطق الضفة الغربية التي لم تخلق الصدى السياسي والإعلامي والتأثير الذي يريدون تحقيقه.
تظهر الهجمات في القدس أن الدافع وراء الأعمال ضد "إسرائيل" آخذ في الازدياد، كما أن قدرات المنظمات قد تحسنت وتطورت، حيث نجح إحداها في إقامة بنية تحتية منظمة وفعالة في منطقة القدس.
إن نجاح الهجمات في القدس يزيد من دافع الفلسطينيين للقيام بأعمال عدائية ويعطيهم شعوراً بـ "انتصار" محتمل على "إسرائيل"، ويخلق شعوراً بالخوف لدى الجمهور الإسرائيلي من أن حالة العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية وتفاقم الوضع الأمني الشخصي داخل حدود دولة "إسرائيل".
تذكر الهجمات في القدس بالهجمات الدامية التي نفذها الجناح العسكري لحركة حماس في القدس في عام 2016. في عام 2016، زرع ناشط من حماس عبد الحميد أبو سرور من بيت لحم عبوة ناسفة في حافلة في القدس مما أدى الانفجار إلى إصابة 21 شخصا.
في عام 2011، فجر ناشط من حماس إسحاق عرفة حافلة إسرائيلية في القدس، وقتل مستوطن إسرائيلي في الهجوم وجرح 60 شخصًا، يحقق مسؤولون أمنيون في "إسرائيل" في احتمال أن تكون الخلية المسؤولة عن الهجمات في القدس قد انطلقت من قطاع غزة، وأعلنت المنظمات في غزة حالة التأهب وتستعد لرد عسكري إسرائيلي محتمل.
يجب ألا ننسى أن موجة العمليات الحالية هي نتيجة مباشرة لعملية "حارس الأسوار" في مايو 2021، هذه المواجهة العسكرية عززت الدافع للمقاومة على خلفية الأحداث في المسجد الأقصى والقدس الشرقية ونتيجة لذلك، بدأت عملية تشكيل الجماعات المسلحة التي سيطرت تدريجياً على منطقتي جنين ونابلس وطردت السلطة الفلسطينية.